مأساة على الشاطئ.. فرق الإنقاذ الليبية تنتشل عشرات الجثث لمهاجرين غير نظاميين

مأساة على الشاطئ.. فرق الإنقاذ الليبية تنتشل عشرات الجثث لمهاجرين غير نظاميين
فرق الإنقاذ الليبية تنتشل عشرات الجثث لمهاجرين

عثرت فرق الإنقاذ الليبية خلال الأسبوعين الماضيين على 61 جثة لمهاجرين غير نظاميين على طول الساحل الغربي الممتد من زوارة إلى رأس جدير، وفق ما أعلنه مركز طب الطوارئ والدعم التابع لوزارة الصحة الليبية.

وأكد المركز في بيان له، الاثنين، أن الجثث التي تم انتشالها كانت لمهاجرين حاولوا العبور إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، قبل أن تبتلعهم الأمواج في واحدة من أكثر طرق الهجرة خطورة في العالم.

وأوضح مركز طب الطوارئ والدعم، وهو هيئة حكومية تُعنى بتقديم الخدمات الطبية والإنسانية أثناء الكوارث، أن الجثث وُجدت على امتداد الشريط الساحلي من مدينة زوارة وحتى رأس جدير، بالقرب من الحدود التونسية.

وكشف البيان، الذي نقلته وسائل إعلام ليبية، أن "بقايا ثلاث جثث وُجدت في منطقة مليتة غرب طرابلس، واثنتي عشرة جثة أخرى في زوارة"، مشيراً إلى أن "34 جثة إضافية تم انتشالها من زوارة وأبو كماش ومليتة"، مضيفا أنه "تم دفن 12 جثة بينما نُقلت البقية إلى المشرحة للتوثيق والتشريح".

ونشر المركز صوراً مروعة للمسعفين وهم ينتشلون الجثث من الشواطئ ويضعونها في أكياس بلاستيكية بيضاء، في مشهد يلخص مأساة المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم بحثاً عن الأمان والكرامة.

إنقاذ في عرض البحر

وفي حادث منفصل، أعلنت منظمة “أس أو أس هيومانيتي” الإنسانية أن سفينتها “هيومانيتي 1” أنقذت 40 مهاجراً يوم الجمعة الماضي في البحر الأبيض المتوسط.

وأكدت المنظمة أن طاقمها شهد عملية إطلاق نار من قبل خفر السواحل الليبي أثناء محاولتهم إنقاذ القارب الغارق، موضحة أن زورقين ليبيين اقتربا وأطلقا عدة طلقات نارية على القارب الفارغ بعد إنقاذ المهاجرين.

وقالت المنظمة في بيانها إن خفر السواحل الليبي كان حاضراً في موقع الحادث لكنه "غادر دون أن يقوم بعمليات الإنقاذ أو الرد على الاتصالات اللاسلكية"، منددة بما وصفته بـ"انتهاك حقوق الإنسان وحرمان طالبي اللجوء من حقهم في الحماية".

اتهامات للاتحاد الأوروبي

ودعت المنظمة الاتحاد الأوروبي إلى وقف تعاونه مع خفر السواحل الليبي، متهمةً بروكسل وروما بالمشاركة غير المباشرة في الانتهاكات بحق المهاجرين.

فمنذ عام 2017، سمحت إيطاليا بدعم من الاتحاد الأوروبي لطرابلس بتولي تنسيق عمليات الإنقاذ في وسط المتوسط، وهو ما منح السلطات الليبية صلاحيات أوسع في اعتراض القوارب وإعادة المهاجرين إلى ليبيا، مقابل دعم مالي ولوجستي كبير.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تحولت ليبيا إلى نقطة عبور رئيسية لعشرات الآلاف من المهاجرين الفارين من الحروب والفقر في إفريقيا جنوب الصحراء والسودان وسوريا.

ووفقاً لبيانات المنظمة الدولية للهجرة، يقيم في ليبيا حالياً 894,890 مهاجراً من 45 جنسية مختلفة موزعين على 100 بلدية، يعيش كثير منهم في ظروف صعبة داخل مراكز احتجاز تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية.

أرقام مفزعة للوفيات

وفي تقريرها الصادر مطلع أكتوبر الجاري، أكدت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا أن 461 شخصاً لقوا حتفهم وفُقد 424 آخرون على طول طريق وسط البحر المتوسط منذ بداية العام حتى الرابع من الشهر الجاري.

كما تم اعتراض 20,017 مهاجراً في البحر وإعادتهم قسراً إلى ليبيا، بينهم رجال ونساء وأطفال، مما يعكس استمرار المأساة رغم التحذيرات المتكررة من المنظمات الدولية.

وسجل عام 2024 أعلى حصيلة وفيات على طرق الهجرة نحو أوروبا، إذ فقد نحو 9000 شخص حياتهم، بينهم أكثر من 2450 في البحر المتوسط وحده.

ولا تزال المنظمات الإنسانية تؤكد أن السفن الإغاثية تغطي جزءاً محدوداً جداً من البحر، وأن العديد من القوارب تختفي دون أن يلاحظها أحد، ما يجعل البحر المتوسط اليوم أخطر طريق للهجرة في العالم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية